كتبت : إيمان شريف
في خطوة مفاجئة، بدأت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في فصل مئات الموظفين من إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)، الذين كانوا مسؤولين عن صيانة البنية التحتية الحيوية لمراقبة الحركة الجوية، وفقًا لتقرير نشرته شبكة CNN.
وتزامنت هذه الإجراءات مع بدء تعاون جديد بين الحكومة وشركة SpaceX، المملوكة لإيلون ماسك، لتطوير نظام مراقبة حديث للحركة الجوية، وسط تساؤلات حول عدد الموظفين الذين شملهم القرار.
رسائل فصل مفاجئة وتساؤلات حول الأسباب
وفقًا لرئيس نقابة PASS، ديفيد سبيرو، تلقى الموظفون رسائل بريد إلكتروني تفيد بفصلهم دون سابق إنذار.
وشمل القرار عمال صيانة أجهزة الرادار وأنظمة الهبوط والملاحة الجوية، بالإضافة إلى متخصصين في شهادات الطائرات، ومهندسين، وخبراء في الأنظمة الفنية.
وأعرب جالين مونرو، نائب مدير الشؤون العامة في الرابطة الوطنية لمراقبي الحركة الجوية (NATCA)، عن استيائه من هذه القرارات، مؤكدًا أن عمليات الفصل تمت دون أسباب واضحة تتعلق بالأداء أو السلوك الوظيفي.
المثير للجدل أن رسائل الإنهاء لم تُرسل من بريد إلكتروني حكومي، بل جاءت من عنوان تابع لـ Microsoft Executive Order، مما أثار تكهنات حول طبيعة هذه القرارات.
تحديثات ضرورية أم مخاطر جديدة؟
على مدى سنوات، طالب الكونجرس إدارة الطيران الفيدرالية بمعالجة الأخطاء التشغيلية وتحديث أنظمة مراقبة الحركة الجوية لمنع الحوادث الوشيكة.
ومع ذلك، يشير الخبراء إلى أن الوكالة لم تتخذ خطوات كافية لحل هذه المشكلات.
وفي بيان رسمي، قال نيك دانييلز، رئيس الرابطة الوطنية لسلامة الطيران، إنهم بصدد تحليل تأثير عمليات الفصل على سلامة الطيران،
مؤكدًا أن هذا اليوم يمثل "لحظة حزينة" للعاملين في هذا المجال الذين فقدوا وظائفهم بشكل مفاجئ.
دور إيلون ماسك في تحديث نظام المراقبة الجوية
جاءت هذه التطورات بعد أسابيع من حادث تصادم جوي مميت في مطار رونالد ريغان الوطني بواشنطن العاصمة، حيث تسبب ضغط العمل على مراقبي الحركة الجوية في وقوع الحادث.
وبعد أيام من ذلك، أعلن إيلون ماسك عبر منصة X أن إدارة ترامب أعطت فريقه الضوء الأخضر لتنفيذ "ترقيات سريعة للسلامة" في نظام مراقبة الحركة الجوية، لكنه لم يكشف عن تفاصيل التحديثات المخطط لها.
وفي سياق متصل، صرح وزير النقل شون دافي أن فريق SpaceX زار مركز قيادة نظام مراقبة الحركة الجوية في فيرجينيا لدراسة النظام الحالي وفهم نقاط ضعفه، تمهيدًا لتطوير نظام أكثر حداثة وأمانًا.
يبقى السؤال: هل ستساهم هذه التغييرات في تحسين سلامة المجال الجوي الأمريكي، أم أنها ستؤدي إلى مزيد من المخاطر في ظل نقص الكوادر الخبيرة؟