كتب : فايزفوزى
رحلة اختفاء في ظروف غامضة دامت قرابة 3 أيام، لـ طفل شبرا الخيمة، وسط حالة من الحزن مصحوبة بالذهول والأمل في العثور عليه حتى وإن كان مصابًا بعاهة مستديمة أو مُعتدى عليه جنسيًا بعد اختفائه، رفقة جاره طارق الثلاثيني العمر، الذي اختفى هو الآخر بعد اختفاء الطفل، ومحاولات أسرة الطفل التي لم تهدأ ليبحث عنه الأقارب والجيران في كل مكان، حيث انقسم الجميع إلى فريقين أحدهما يبحث عن الطفل أحمد محمد سعد، البالغ من العمر 15 عامًا، والآخر يبحث عن طارق الثلاثيني العمر في كل مكان كان يتردد عليه.
رائحة كريهة انبعثت من داخل شقة مستأجرة لـ طارق، الثلاثيني، بمنطقة عزبة عثمان، بمركز شبرا الخيمة، كانت طرف الخيط لكشف الجريمة المؤسفة، لتبلغ الجارة: «فيه ريحة حاجة ميتة طالعة من الشقة»، وسط تردد أسره أحمد والجيران إلى المسكن بين الحين والآخر للسؤال عنه لمعرفة مكان طفل شبرا الخيمة المختفي، لكن دون جدوى ليتم إخبارهم بأنه ليس متواجدا منذ عدة أيام، ليبلغ الأهالي مأمور قسم شرطة شبرا الخيمة أول، الذي وجه قوة أمنية وصلت إلى مكان البلاغ في غضون دقائق معدودة، وبالدلوف إلى الداخل عثر على الطامة الكبرى، الطفل مذبوحا ومشطورا نصفين بالطول وسرقة أعضائه وقرنية عينه.
حالة من الصدمة والذهول انتابت أسرة طفل شبرا الخيمة، فور رؤيتهم طفلهم «حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا طارق، كان بيضحك على ابني ويديله 50 ولا 100 جنيه يلعب بلايستيشن، وكان بيدبر أنه يقتله ويسرق أعضائه.. كان كل شوية يصوره معاه عشان يبعتها للناس اللي معاه»، ليضيف صاحب مقهى كان يعمل بها الثلاثيني منذ قدومه إلى المنطقة، أن طارق منذ أن حضر إلى المنطقة منذ عدة أشهر وكان يرتدي ملابس تظهر حالته المادية المتدنية، ولا يملك سكنا وكان يتجول على أصحاب المحال التجارية بحثًا عن فرصة عمل، مما دفع صاحب المقهى إلى تشغيله «قُلت ده غلبان وأكسب فيه ثواب».
غياب معتاد لطارق لاحظه صاحب المقهى، وعند سؤاله كان يبرر الثلاثيني: «معلش أصل عندي السرطان وبعمل إشاعات وتحاليل»، مع مطالبات باقتراض أموال، ومع تكرار الأمر طلب منه مغادرة المقهى، ليغادر المنطقة بالكامل قبل أن يعود في ثوبه الجديد، مستقلًا سيارته الملاكي، ومرتديا ملابس قيمة علاوة على اقتناء هاتف محمول أحدث الإصدارات، وكان يجلس كزبون على المقهى يطلب المشروبات ويحاسب بزيادة عن سعرها، ولدى سؤاله عن سبب اختفائه أخبر الجميع أن شقيقه توفي في حادث.
أجندة صغيرة كان طارق ممسكًا بها باستمرار، تحتوى على أسماء أطفال المنطقة، وكان أحمد من بينهم - حسب أقوال صاحب المقهى -، الذي اعتاد على الجلوس بعيدًا عن كاميرات المراقبة لعدم رصد حركته، لكن يوم اختفاء طفل شبرا الخيمة، خرج أحمد من محل البلايستيشن ودخل إلى المقهى قبل أن يخرج ويعود إلى المقهى وتكرر الأمر، ولكن في المرة الأخير اصطحبه طارق إلى شارع لا يعلم أنه يحتوى على كاميرات مراقبة، ومن ثم اختفى الاثنان، ولدى تلاحظ أسرة الصبى ذو الـ 15 عامًا تأخره، خرج شقيقه للبحث عنه، لكن لم يجده، ولدى فحص كاميرات المراقبة شاهده رفقة طارق، ولدى الاتصال به للسؤال عنه أنكر معرفته مكانه «ماعرفش حاجة عنه»، مما دفعهم إلى تحرير محضر بقسم شرطة أول شبرا الخيمة.
رحلة بحث لم تدم طويلًا، نجح خلالها فريق البحث الجنائي المكلف في كشف ملابسات جريمة طفل شبرا الخيمة، في تحديد مكان هروب المتهم بجوار مستشفى الدمرداش، وتمكنت القوات من القبض عليه، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وجرى العرض على النيابة العامة للتحقيق.