كتبت : فاطمه القاضي
شن الاحتلال ضربات جديدة استهدفت مدينة رفح الحدودية المكتظة بالنازحين في جنوبي قطاع غزة، اليوم الجمعة، فيما حذرت الولايات المتحدة من "كارثة" تلوح في الأفق.
وقال رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إنه أمر القوات "بالاستعداد للعمل" في رفح التي تعد آخر مدينة كبيرة في قطاع غزة لم تدخلها القوات البرية للاحتلال حتى الآن.
وأضاف متحدث باسم وزارة خارجية الاحتلال، يوم الخميس، إن الولايات المتحدة لا تدعم عملية الاحتلال في رفح، كما أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، في وقت لاحق خلال مؤتمر صحفي أنه يعتبر سلوك الاحتلال في حربها ضد حماس "مبالغا فيه".
وكان جيش الاحتلال قد كثف غاراته الجوية على رفح يوم الخميس، بحسب شهود عيان.
وقالت وزارة الصحة في غزة في وقت مبكر اليوم الجمعة إن ما يزيد على 100 شخص قتلوا خلال الليل، من بينهم ثمانية على الأقل في رفح، كما أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني مقتل ثلاثة أطفال في غارة على رفح.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد حذر في وقت سابق من أن أنباء تقدم الاحتلال المرتقب داخل المدينة "مثيرة للقلق"، وقال إن ذلك "سيؤدي إلى تفاقم كابوس إنساني".
كما أعلن نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل أن واشنطن "لم تر بعد أي دليل على وجود تخطيط جدي لعملية برية في رفح".
وأضاف، في إشارة إلى أن رفح تعد أيضا نقطة دخول مهمة للمساعدات الإنسانية، أن مثل هذا الهجوم "لا نؤيده"، مؤكدا أن "إجراء مثل هذه العملية الآن دون تخطيط وقليل من التفكير.. سيكون بمثابة كارثة".
وقال باتيل إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن نقل مخاوف واشنطن إلى نتنياهو مباشرة خلال محادثات يوم الأربعاء في القدس.
وزراء خارجية عرب يشددون على ضرورة اتخاذ خطوات "لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين"
شدد عدد من وزراء الخارجية العرب على ضرورة اتخاذ خطوات "لا رجعة فيها" لإقامة دولة فلسطينية، خلال اجتماع عقدوه ليل الخميس في السعودية في أعقاب جولة نظيرهم الأمريكي أنتوني بلينكن على خلفية الحرب في قطاع غزة.
وكان وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان قد استضاف في العاصمة الرياض، نظراءه القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والمصري سامح شكري والأردني أيمن الصفدي والإماراتي عبدالله بن زايد، وأمين سرّ اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
وقال مصدران دبلوماسيان مطلعان على التحضيرات للاجتماع لوكالة فرانس برس للأنباء، إن الهدف من الاجتماع هو صياغة موقف عربي موحّد بشأن حرب غزة التي دخلت شهرها الخامس بين الاحتلال وحماس.
وأكد المجتمعون على "ضرورة إنهاء الحرب على قطاع غزة والتوصل إلى وقف فوري وتام لإطلاق النار، وضمان حماية المدنيين وفقا للقانون الإنساني الدولي، ورفع كافة القيود التي تعرقل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع"، وفق وكالة "واس" السعودية الرسمية.
كما شددوا على "أهمية اتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتنفيذ حل الدولتين، والاعتراف بدولة فلسطين على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، مؤكدين أن قطاع غزة "جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، وعن رفضهم القاطع لكافة عمليات التهجير القسري".
وأعرب وزراء الخارجية العرب عن "دعمهم لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وحثهم لكافة الداعمين لها الاضطلاع بدورهم الداعم للمهام الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين".
وكانت كثير من الدول قد علّقت دعمها للوكالة بفي أعقاب اتهام وجهته الاحتلال لـ 12 من موظفي الوكالة في غزة بالضلوع في الهجوم الذي شنّته حماس على الاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واختتم بلينكن الخميس جولة هي الخامسة له في المنطقة منذ اندلاع الحرب، سعى خلالها إلى الدفع في اتجاه الاتفاق على هدنة طويلة بين الاحتلال وحماس تؤمن الإفراج عن الرهائن وإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، في ظل جهود تقوم بها واشنطن بالتعاون مع الدوحة ومصر.
كما حضّ الوزير الأمريكي الاحتلال على حماية المدنيين في حال شنّ هجوم بري على مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع، والتي باتت تؤوي أكثر من مليون نازح.