كتبت : فاطمه القاضي
تواصلت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق في البلاد، وذلك بعد أيام من سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة.
وقال مصدر عسكري إن اشتباكات وصفت بالعنيفة وقعت عند مداخل مدينة سنار، إحدى أكبر المدن في ولاية سنار التي تقع جنوب ولاية الجزيرة.
وأضاف، بعد أن طلب حجب هويته، أن الجيش شن غارات على عناصر تابعة لقوات الدعم السريع كانوا في طريقهم الي سنار قادمين من ولاية الجزيرة، مشيرا إلى أن "معارك عنيفة وقعت في تخوم مدينة سنار بين القوتين، ومازالت المعارك مستمرة".
وتابع: "يبدو أن قوات الدعم السريع تحاول أن تتوسع بشكل أكبر بعد أن تمكنت من فرض سيطرتها على ولاية الجزيرة. إنها تسعى للتوغل جنوبا نحو سنار، ولو تمكنت من ذلك فإن ذلك يعني السيطرة على وسط السودان بالكامل".
وكانت قوات الدعم السريع قد بسطت سيطرتها على ولاية الجزيرة بعد انسحاب الجيش منها – في ظروف غامضة – وقال قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان انه ستتم معاقبة كل ما وصفه بالمتخاذل والمتهاون، وإنه لا تهاون في ذلك.
تدمير المصفاة
وفي العاصمة الخرطوم، تواصلت المواجهات العسكرية بين الطرفين، وإن كان بوتيرة أقل. لكن الحدث الأبرز هو تدمير أكبر مصفاة لتكرير البترول في البلاد، والواقعة في منطقة الجيلي أقصى شمال الخرطوم. وكما جرت العادة سارع الجيش وقوات الدعم السريع إلي القاء اللوم على الطرف الآخر في تدمير الميناء.
ففي صباح يوم السبت، أصدر الجيش بيانا اتهم فيه قوات الدعم السريع بتدمير ما تبقي من المصفاة، قائلا "استمرارا لنهجها في تدمير مقدرات البلاد، استهدفت مليشيا آل دقلو الإرهابية للمرة الثانية خلال هذا الشهر مصفاة الجيلي، حيث أقدمت على تدمير ما تبقي من المصفاة والمستودعات الملحقة بها".
ولم تكد تمر ساعات حتى ردت فيه قوات الدعم السريع ببيان اتهمت فيه الجيش بقصف المصفاة، قائلة: "استمرارا لنهجها التدميري، قصفت مليشيا البرهان الإرهابية للمرة الخامسة مصفاة الجيلي للبترول، مما تسبب في دمار ما تبقي من المصفاة".
وبطبيعة الحال، لا يمكن التحقق من الطرف الذي قام بتدمير المنشأة الحيوية والاستراتيجية، لكن المؤكد هو ان المصفاة ظلت تحت سيطرة قوات الدعم السريع بعد أيام من بدء القتال بين الطرفين في إبريل/نيسان الماضي.
وتعتبر مصفاة الجيلي أكبر مصفاة لتكرير البترول في البلاد، وتنتج أكثر من 100 ألف برميل يوميا، وتكفي حاجة البلاد من مشتقات البترول.
وتعرضت العديد من المنشآت الحيوية في البلاد، بما فيها الجسور ومحطات المياه والكهرباء والمقار الحكومية، الي التخريب والتدمير بسبب الحرب المستمرة.
لقاء الجنرالين
وخلال الأيام القليلة الماضية، كثرت الأخبار والتقارير والتسريبات بشأن لقاء محتمل بين البرهان وحميدتي، فما هي الحقيقة حتى الأن؟
علي عكس المرات السابقة، هناك الكثير من المؤشرات تدل على أن هنالك احتمال كبير لعقد لقاء مباشر بين الجنرالين. ويتمثل أول هذه المؤشرات في تأكيدات البرهان نفسه خلال لقاءه العاصف بالضباط والجنود في مدينة بورتسودان الخميس الماضي على أنه ذاهب للتفاوض بنفسه.
وقال خلال مقطع مصور: "سوف تحدث مفاوضات في القريب العاجل، وقد قبلت بالمشاركة في هذه المفاوضات. ولن أوقع اتفاقا فيه مذلة ومهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني".
كما أن الخارجية السودانية قد سلمت منظمة إيغاد المسؤولة عن ترتيب اللقاء، الجمعة الماضية، خطابا رسميا تؤكد فيه مشاركة البرهان في اللقاء، كما علمت بي بي سي من مصادر دبلوماسية.
وتأتي هذه الخطوة بالرغم من رفض الخارجية السودانية لمخرجات قمة إيغاد، والتي أعلنت فيها عن ترتيبات لعقد لقاء مباشر بين قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع في مسعي منها لوقف الحرب الدموية في السودان.
ورفضت الخارجية السودانية مخرجات اللقاء (وقتها) بسبب مزاعم متعلقة بعدم مشاورتها في البيان الختامي للقمة غير العادية لرؤساء وقادة دول إيغاد والتي أقيمت في جيبوتي مطلع الشهر الجاري.
بالإضافة إلى ذلك، فقد أكد مصدر رفيع في سكرتارية إيغاد بأن الترتيبات مستمرة لعقد اللقاء المباشر بين الزعيمين، قائلا: "هذه المرة وعلى خلاف المرات السابقة، هناك تأكيدات من الجانبين بالمشاركة هذا اللقاء، والذي من المخطط له أن يتم هذا الأسبوع. هناك مشاورات بشأن مكان اللقاء.. ربما يعقد في عنتبي أو نيروبي أو أديس أبابا أو مقر إيغاد الرئيسي في جيبوتي".