كتبت : حبيبه سمير
عبّر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عن غضبه تجاه صمت العالم إزاء التهجير القسري للفلسطينيين والتسبب بنزوحهم، حيث اعتبر هذا العمل جريمة حرب وخط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وخلال قمة القاهرة للسلام، قال الملك عبد الله الثاني: "الحملة العنيفة التي تدور في غزة في الوقت الحاضر هي حملة قاسية ومرفوضة بكل المستويات" ، إنها عقاب جماعي لأشخاص محاصرين ليس بحاجة لهم ولا بقوة.
إنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني إنها جريمة حرب ، ومع ذلك، كلما زاد تصعيد الأحداث، يبدو أن اهتمام العالم يقل تدريجيًا ، في أي مكان آخر، لكان العالم يدين استهداف البنى التحتية للمدنيين والحرمان المتعمد للسكان من الغذاء والماء والكهرباء والاحتياجات الأساسية ، وكان يتعيّن محاسبة الفاعل على الفور.
أولوياتنا الآن واضحة وعاجلة، أولاً:
وقف الحرب على غزة على الفور وحماية المدنيين، وتبني موقف مشترك يدين استهدافهم من كلا الجانبين، وفقًا لقيمنا المشتركة والقانون الدولي، الذي يفقد أي قيمة إذا تم تطبيقه بشكل انتقائي.
ثانيًا: توصيل المساعدات الإنسانية والوقود والغذاء والدواء بشكل مُستدام ومستمر إلى قطاع غزة.
ثالثًا: رفض قاطع للتهجير القسري للفلسطينيين أو التسبب بنزوحهم، فهذا يعتبر جريمة حرب وفقًا للقانون الدولي، وهو خط أحمر بالنسبة لنا جميعًا.
هذا الصراع لم يبدأ قبل أسبوعين، ولن يتوقف إذا استمرينا على هذا النهج الملطخ بالدماء ، ونحن جميعًا ندرك تمامًا أنه لن يؤدي سوى لمزيد من حلقات العنف والدمار والكراهية واليأس.
على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أنه لا يوجد حل عسكري لمخاوفها الأمنية، وأنها لا تستطيع الاستمرار في تهميش خمسة ملايين فلسطيني يعيشون تحت احتلالها، محرومين من حقوقهم الشرعية ، وحياة الفلسطينيين لا تقل قيمة عن حياة الإسرائيليين، وعلى القيادة الإسرائيلية أن تدرك أيضًا نهائيًا أنه لا يمكن لأي دولة أن تنمو وتزدهر إذا كانت مبنية على الظلم.
المسار الوحيد نحو مستقبل آمن لشعوب الشرق الأوسط والعالم بأسره، بغض النظر عن الديانة، يبدأ بالاعتقاد بأن حياة كل فرد لها قيمة، وينتهي بدولتين، فلسطين وإسرائيل، تتشاركان الأرض وتعيشان بالسلام من نهر إلى بحر.