recent
أخبار ساخنة

محمد عبدالرؤوف يكتب " العنف الأسري "





بقلم/محمد عبد الرؤوف

ما هو العنف الأسرى؟

العنف الأسري شكل من أشكال التصرفات السيئة الصادرة من أحد الشريكين سواء كان من قِبل الزوج أو الزوجة لبعضهم البعض أو عنف الأم أو الأب مع الأبناء، ويستخدم فيه الجانى القوة سواء القوة المادية أو المعنوية، وقد يكون من ضمن الأسباب التى تدفع شخص ما للعنف هو الإدمان على الكحول، أو سوء التربية، أو بعض الأمراض العقلية..الخ، وليس فقط الإيذاء الجسدى فقط هو ما يطلق عليه عنف أسرى، بل من الممكن أن يكون إعتداء جنسى أو مضايقة وإجبار على إرتكاب الجرائم والإختطاف، أو الإيذاء النفسى، وشهدت الفترة الأخيرة تزايد معدلات العنف الأسري. 

 وتعتبر النساء هى الأكثر تعرضاً للعنف الأسرى حيث أن 95٪ من الذين يتعرضون للعنف من النساء.

ما أشكال العنف الأسرى؟
العنف الجنسى؟

هو أى فعل يمس خصوصية الجسد، وبالتالى يمس كرامة الإنسان، وينقسم العنف الجنسى إلى “عنف جنسى مادى”، وهو أن يقوم شخص ما بممارسة الجنس مع الشخص الأخر دون موافقة منه وقد يلجأ الجانى لتهديد الضحية أو إجبارها على ممارسة الجنس، أو أن يجعلها تفقد وعيها بإستخدام المواد المخدرة لكى يتعدى عليها، و”عنف جنسي معنوي”، وهنا يكون العنف عن طريق التلفظ بألفاظ غير أخلاقية جارحة. 

ومن أشكال العنف الجنسى أيضاً إجبار الأطفال على القيام ببعض الممارسات الغير أخلاقية وذلك فى معظم الأحيان يكون بهدف تحقيق الربح المالى، وقد يسبب سواء العنف الجنسى المادى أو المعنوى أمراضاً جسدية أو بعض الإصابات أو أمراض نفسية، ويصعب فى هذا النوع من العنف محاسبة الجانى وذلك. 

 لأن أغلبية المجتمعات وبالأخص المجتمعات الشرقية لا تحبذ الحديث فى مثل هذه الأمور وتظل متحفظة حيال ذلك.

ويشمل هذا النوع من العنف الضرب بجميع أشكاله سواء كان شد شعر أو كسر للعظام أو الصفع أو الحرق أو حرمان الضحية من الشراب والطعام وما إلى ذلك، وينتج عن ذلك الإصابة بالكدمات والجروح البالغة، أو كسور فى العظام، أو تعطيل أحد الحواس، أو القتل، ويستخدم الجانى إما أدوات حادة وأسلحة أو فقط الصفع والضرب باليد، ويندرج إهمال الوالدين لأولادهم تحت مسمى العنف الجسدى، لأنه يصيب الأطفال ببعض الأمراض والأضرار الجسدية، ويعتبر هذا الشكل من أشكال العنف هو الأكثر وضوحاً وظهوراً.

ويسهل إلى حدٍ ما معاقبة الجانى لأن وجود الإصابات على جسد الضحية تكون دليلاً واضحاً على فعلته.

ما هو العنف النفسي؟ 

العنف النفسى يتضمن أى سلوك يدمر الصحة نفسياً و يضعفها، ويشمل العنف النفسى الحط من شأن الضحية و إذلالها وإذلال كرامتها و تهديدها، أو التحدث للضحية بلغة بشعة ومسيئة، والتقليل من شأنها ومن شأن طموحاتها وقرارتها وآرائها، أو إشعارها بالذنب والتقصير من ناحية كل شيء، أو حتى أن يقوم الجانى بعزل الضحية عن أصدقائها وأقاربها ومنع تواصلها معهم نهائياً.

ومن ضمن الأشياء أيضاً التى تسبب إيذاء نفسى هى منع الضحية من العمل وحقها بالمشاركة فى المجتمع، وقد يكون التعب النفسى ناتجاً أيضاً عن العنف الجسدى والعنف الجنسى، ويُعد العنف النفسى هو الأكثر شيوعاً و إنتشاراً، وللأسف قليلاً ما يلقى الجانى فى هذا النوع من العنف عقابة، لأن الإصابات تكون داخلية وغير ظاهرة للملأ، فبالتالى يصعب إثباته إذا لجأت الضحية للقضاء لتطالب بالعدالة.
ومن أهم الأسباب التى تدفع الأشخاص للعنف الأسرى كالتالى:
سوء التربية والتنشئة على معتقدات خاطئة، فبعض المجتمعات العقيمة تعتبر أنه من حق صاحب السلطة فى الأسرة أستخدام العنف للسيطرة على باقى أفراد أسرته؛ فلذلك تترسخ فى عقول أبناء هذه المجتمعات مثل هذه الأفكار الخاطئة وتكبر فى عقولهم.

كما أنه من الممكن أيضاً أن يكون من ضمن الأسباب زيادة الأعباء على الشخص المعتدى أو خسارة الأموال، أو ربما يكون الشخص المعتدى يعانى من مرض نفسى، أو مدمناً للمخدرات وشرب الكحول، أو الإعتقاد أن مقدار رجولة رب الأسرة يقاس بمدى سيطرته على أسرته بالعنف، وتضطر الضحية أحياناً أن تظل مع الشخص المسيء لها وذلك يكون أسبابه إما إعتماد الضحية مالياً على المعتدى، أو إنعزالها وشعورها بالوحدة، أو تهديدها بشيء ما وتخويفها، أو إعتقاد الضحية أن الجانى سوف يتغير يوم ما، أو أن تكون الضحية تحب الجانى بالرغم من كل شيء ولا تريد الإبتعاد عنه، أو إعتقادها أن تعرضها لسوء المعاملة والتعذيب شيء طبيعى لإعتيادها على ذلك.

علينا الحد من التمييز بين الجنسيين أو بين الأعراق أو الألوان المختلفة، بالإضافة إلى أنه يجب حث الحكومة والسلطات المعنية على تشريع قوانين صارمة تمنع العنف الأسرى بجميع أشكالة مع الحرص على تنفيذ هذه القوانين، و أيضاً يجب على الضحية أن تقرر أن تتخلى عن هذه العلاقة السيئة نهائياً.


يجب أيضاً على الضحية أن تجهز حقيبة بها بطاقات ضمان إجتماعى و شهادات ميلاد أولادها، وبطاقة التأمين، وإخفاء بعض الأموال عن الجانى والحصول على بطاقة ائتمان وذلك حتى تتمكن من الهرب فى أى لحظة وهى مستعدة، و الأهم من كل ذلك هو نشر الوعى والثقافة فى المجتمعات كأن تقام مثلاً ندوات فى الجامعات عن آثار العنف الأسرى لتوعية الشباب، وعمل برامج تتحدث فى هذا الموضوع فكل ذلك سيحد من إنتشار العنف الأسرى، ويخلق جيلاً واعياً جداً أن هذه التصرفات مشينة وغير أخلاقية.
google-playkhamsatmostaqltradent