كتبت: آن نادي
يدعي "قذافي فراج عبد العاطي عبد الغني"، مواليد 1973، ولد في محافظة الجيزة، ويبلغ من العمر ما بين (50-49)،هو قاتل متسلسل مصري قتل 4 أشخاص في الفترة من 2015 حتى 2018، ومتزوج من أكثر من 5 نساء، وحاليا يواجه حكم الإعدام الرابع.
شخصيات عديدة لمجرم واحد، ولمع في تقمص الأدوار التطوعية، وبات بطل لعدد غير قليل من وقائع النصب والاحتيال وانتحال الشخصيات، لكن الاسم الأخير له هو سفاح الجيزة، وأطلق عليه على غير رغبة منه بعد سقوطه في قبضة الأجهزة الأمنية، وباتت واقعة القبض عليه والتحقيقات معه تشغل حيزا كبيرا من اهتمام الرأي العام.
"فاطمة زكريا" وهي زوجته الثانية لم يكن لديها مشكلة حقيقية في حياتها سوى اختيارها للشخص الخطأ لاستكمال حياتها معه.
حيث وقعت مشادة حامية بينهما بسبب زيادة المصروفات المنزلية، ليقوم على إثرها برطم رأسها عدة مرات على حافة الحائط لتلقى حتفها فورا، فيما تخلص منها عبر وضعها في "ديب فريزر"، ودفنها بكامل ملابسها ومشغولاتها الذهبية.
تعددت ضحايا المتهم ومن بينهم "نادين"، وتدعي "نادين السيد"، وكانت تدرس في كلية الحقوق، وهي شقيقة لإحدى زوجتها، وقام السفاح بقتلها ودفنها عام 2015.
واعترف "قذافي" بجرائمه وبقتل ضحيته، وأنه ارتبط بها عاطفيا دون علم أهلها ووعدها بالزواج، إلا أنه فاضل بينها وبين شقيقتها "فاطمة"، وسرعان ما تقدم لخطبه شقيقتها بدلا منها، مما أشعل الخلافات بينه وبين ضحيته "نادين"، وحينها هددته بفضح أمر علاقتها بفيديوهات وصور مسجلة.
وقال المتهم إنه استدرجها لوحده سكنية بشارع ترعة عبد العال ببولاق الدكروري، وأوهمها برغبته في حل ما بينهما من خلاف، وإعلان زواجهما وأن هذه الشقة هي مسكن زواجهما، وقام بضربها وخنقها وكتم أنفاسها حتى أزهق روحها، وضح جثتها في ثلاجة قام بشرائها مخصوص لحفظ جثتها، ثم حفر حفرة كبيرة بواسطة أحد عمال الأجرة وقام بدفنها.
"رضا" ضحية السفاح، وكان صديقة المقرب، وعمل مهندس في السعودية، واعتاد أن يرسل مدخراته إلى صديقة قذافي لكي يستثمرها باعتباره محل ثقة، دون أن يعلم أن صديقه خدعه واستولى على تلك الأموال والممتلكات، بموجب توكيل رسمي أقنعه القذافي بعمله له.
وفي عام 2015، عاد "رضا" فجأة من السعودية، وطالب "قذافي" بتصفية الحسابات المالية، فأعد المتهم خطة شيطانية للتخلص منه، حيث دعاه إلى تناول العشاء في منزله بمحافظة الجيزة ودس له السم داخل الطعام، وخلال دقائق لفظ المهندس رضا أنفاسه الأخيرة.
ودفنه في حفرة عمقها مترين داخل إحدى غرف منزلة، كان قد أعدها قبل أيام من القتل ضمن خطته للتخلص من الجثة ولكي يضلل أسرة القتيل، أرسل رسالة من الهاتف المحمول الخاص بالضحية إلى زوجته، أن الشرطة ألقت القبض عليه دون تفاصيل أخرى.
وكانت جريمته الرابعة بعد انتقاله إلى محافظة الإسكندرية وانتحاله شخصية صديقة "رضا محمد"، حيث تزوج من صيدلانية تدعى "نهى" وهي ابنة لرجل ثري، وتزوجها في 2 سبتمبر 2017، باسم "رضا" مهندس الكمبيوتر، وأنجبت الطبيبة طفلة من قذافي، وعاشت معه لفترة، قبل أن يسرق مجوهراتها وقطعها الذهبية.
بعدما أرتدي نقابا ليتشبه بشقيقة زوجته، وقبل اكتشاف جريمته ترك السفاح عش الزوجية بعد أن اختلق مشكلة مع زوجته؛ التي اكتشفت بعدها السرقة، وحررت محضرا ضد زوجها الهارب، وتخلص منها بعد كشفها حقيقته من خلال استدراجها إلى مخزن بمنطقة "العصافرة"، وخنقها حتى فارقت الحياة.
وقام "سفاح الجيزة" كما عرف إعلاميا فيما بعد، بدفنها داخل إحدى الغرف في المخزن، وذلك للتخلص من تهديها له بتقديم بلاغ بعملية النصب التي تعرضت لها إذا لم يرد أموالها: "هددتني إنها تقدم بلاغا ضديا، فقررت أقتلها عشين أرتاح وأخلص منها".
وانتقل "قذافي" لمنطقة الهانوفيل، ليتعرف على "مي" ابنة لتاجر ثري، بهوية جديدة، باسم "محمد مصطفى"، وبنفس المهنة "مهندس كمبيوتر"، واستعان بأشخاص آخرين ليمثلوا أنهم أسرته، وبعد عدة أشهر من الخطبة تمكن السفاح من سرقة منزل خطيبته، واستولى على مصوغاتها الذهبية، ومبلغ ضخم من والدها، ولم يتمكنوا من معرفة الجاني، وتمت الزيجة بمأذون مزور وعاش الزوجان في شقتهما بالبيطاش.
عاد "قذافي" بعد زواجه الأخير إلى بائع الذهب الذي يتعامل معه، ليبيع قطع المجوهرات من سرقاته المتعددة، لكن تلك المرة كانت الأخيرة، فقد قبض عليه وحبس لمدة عام لإتهامه بسرقة مجوهرات زوجته الصيدلانية.
وسقط بين أيدي الأجهزة الأمنية بعد 5 سنوات من جرائم إزهاق الروح والنصب والاحتيال، وكانت حصيلة تلك الجرائم 4 ضحايا، وهم: صديقه المقرب المهندس رضا وزوجته فاطمة ونادين شقيقة زوجته وزوجة أخرى، وكانت تلك الجرائم في محافظتي الجيزة والإسكندرية، وإستخدم قذافي فيها ذكاؤه الشديد للتمويه والتخفي، ولم يكتف بجرائم إنهاء الحياة فقط بل كان ينتحل صفة ضحاياه وأشخاص آخرين.