كتبت / ندا جمال منوفي
بعد تأثر السوق المصري بالسوق الاقتصادي الأمريكي، وقرارت الأخير التي لها تأثير سلبي على الأول، فبتقارب الأسعار للذهب بالقرب من أدنى مستوياتها في 3 أسابيع تأثرًا بالانخفاض الكبير للمعدن النفيس، الذي نتج عن ذلك دفعة كبرى للدولار الأمريكي؛ بفضل الاقتصاد، وفي ذلك الوقت عدم الاستفادة الجانب المصري من قرارات فيتش الأمريكية حول تخفيض التصنيف الائتماني للولايات المتحدة.
في الوقت ذاته تداول تقرير فني لجولد بيليون، عند 1936 دولار للأونصة، انتشر في الوسط التجاري سعر الذهب الفوري، اليوم الخميس، بعد أن سجل أدنى مستوياته في 3 أسابيع عند 1930 دولار للأونصة، يأتي هذا بعد انخفاض يوم أمس بنسبة 0.5%.
وكانت أسعار الذهب حالياً فوق مستوى المقاومة الهام 1930 دولار للأونصة، والذي يعد عائق لاستكمال الذهب في مسار انخفاضه لمستويات الـ 1900 دولار للأونصة.
وبمقارنة قوة الدولار في الوقت الحالي، وارتفاع العائد على السندات الأمريكية، تأثر أسعار الذهب خلال اليومين الماضيين بمقدار 30 دولار للأونصة؛ مما بسبب هيمنة البيانات الاقتصادية الأمريكية، كدعم في سيناريو تذبذب النقدي والتشديد عليه، والسيولة للبنك الفيدرالي، وهناك احتمالية في رفع الأسعار الفائدة مرة ثانية خلال الشهور القليلة المقبلة بحسب جولد بيليون.
ولقد أعلن القطاع الخاص الأمريكي في تقرير صُدر أمس لمؤشر ADP للوظائف، بَيّن تسجيل وظائف جديدة بمقدار 324 ألف وظيفة مقارنة مع التوقعات 191 ألف والقراءة السابقة 455 ألف وظيفة.
وبهيمنة البيانات الامريكية، تسبب في مفاجأة غير متوقعة في زيادة التوقعات، بأن البنك الفيدرالي لا يزال هناك أمامه اتساع بالقيام برفع جديد، وتوفر البدائل عند التعثر في أسعار الفائدة، خاصة أن قطاع العمال يؤدون بشكل قوي، مما نتج ارتفاع الإيرادات القطاع، وارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير.
وجاء في التقرير بقفزة الدولار الأمريكي أمس، وفقاً لمؤشر الدولار الذي يقيس أداؤه مقابل سلة من 6 عملات رئيسية، واستمر هذا المؤشر في الارتفاع أمس بنسبة 0.1% ليسجل أعلى مستوى منذ 4 أسابيع.
وجاء في التقرير أنه بوجود الدعم من البيانات الاقتصادية، بالإضافة ارتفاع العائد على السندات الحكومية الأمريكية، أخذ الدولار الأمريكي نصيبه وحظوظه في الأسهم، فقد ارتفع العائد المالي على السندات لأجل 10 سنوات لليوم الرابع على التوالي، وسجل أعلى مستوى منذ شهر نوفمبر 2022 عند 4.169%.
وجاء الذهب في علاقة مضادة مع الدولار أمريكي عندما يقف في وجه مقارنة، بوجود هيمنة الدولار في السوق، وعوائد السندات التي يحصل عليها، بينما الأول لا يقدم عائد مُجديّ للحصول عليه في كل وقت مقارنة بالسندات الأخير التي يحصل على كل من يتعامل معه في السوق على عائد مرتفع بارتفاع الفائدة ، يدعم الدولار فكرة تسعير الذهب، لذا جاء الذهب والدولار في علاقة لا يقبل أحدهما أن يسير على نهج الآخر.
يترقب السوق المصري نتائج تقرير الوظائف الحكومي الأمريكي عن شهر يوليو غدًأ؛ لأنه بمثابة مقياس أداء قطاع العمالة وصحة الاقتصاد الأمريكي، رسم الخريطة للخطوة القادمة للسياسة النقدية للبنك الفيدرالي.
صناديق الاستثمار في الذهب
صدر مجلس الذهب العالمي بيان في هذا الأسبوع؛ بسبب ضعف حركة الذهب في السوق العالمي، ضعف الطلب على صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب خلال الربع الثاني من العام الجاري، فأغلبية التدفقات الخارجة من الصناديق بلغت 21 طن ذهب، وأغلبها كانت في شهر يونيو الماضي.
ونشر صندوق SPDR الاستثمار المدعوم بالذهب، والحركة الاستثمارية للذهب تقرير، باعتباره كأكبر صندوق عالمي، بإجمالي أصول تقترب من 60 مليار دولار، أن الصندوق شهد انخفاض كبير هذا الأسبوع وسجل أدنى مستوياته منذ 3 أسابيع، في ظل تراجع أسعار الذهب وهيمنة البيانات الأمريكية التي تهيئ برفع أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي في ظل الحركة الاستثمارية للذهب.
ويترقب سوق الذهب في اقبال مستثمرين للشراء وتداوله، بغض النظر عن التجاهل لحد كبير حتى الآن خلال عام2023 ، إلا هناك تحول مترقب ومؤشر بعد رأي مجلس الاحتياطي الفيدرالي بأنه يبقي خياراته مفتوحة فيما يتعلق بسياسته المالية.
ويترقب مجلس الذهب العالمي الحركة الاستثمارية للذهب، تنتعش في الأشهر القليلة المقبلة، يعمل السوق الاستثماري على قدم وساق، في انتظار اعلان صريح من الفيدرالي على انهاء دورة رفع الفائدة.
أسعار الذهب في مصر
وفي ظل ترقب نتائج التقرير الأمريكي، وبناء عليه يبني عليه قرار البنك المركزي المصري الذي يصدر في وقت لاحق اليوم، ومما عليه حركة الذهب يأخذ في الارتفاع أو العكس، مع تجاهل الأسعار المحلية؛ للانخفاض الكبير في سعر الذهب المحلي في ظل انفصال التسعير بين السوقين حالياً.
شهد سعر الذهب عيار 21 الأكثر شيوعاً ارتفاع ضيق اليوم مقارنة بأمس. فقد كان ارتفاع متداول ومحدود مستمرًا على هذا النطاق الضيق، فقد سجل الذهب عيار 21 في تقرير اليوم 2155 جنيه للجرام، بينما سجل الجنيه الذهب اليوم 17240 جنيه، وفق جولد بيليون.
وفي هذا النطاق اتجه سوق الذهب المحلي في تداولاتها اليوم بانتظار نتائج التقرير اجتماع البنك المركزي المصري اليوم وقراره بشأن أسعار الفائدة، وفي ترقب هل هناك زيادة في أسعار الفائدة السوق أم سيتم اللجوء لتثبيت أسعار الفائدة ؟
مع وضع الاعتبار ان الفائدة الحالية في البنك المركزي المصري بلغت عند 18.75% بمثابة سعر العملية الرئيسية للبنك، بعد عملية إجراء البنك البنك برفع الفائدة بقدار 800 نقطة أساس في عام 2022 وبمقدار 200 نقطة أساس منذ بداية عام 2023 وحتى الآن.
وعند النظر لأمر أسعار الفائدة للذهب فالسوق وارتفاعها مما سنعاني من ارتفاع تكلفة التمويل؛ الذي بدوره سيتسبب في ارتفاع أسعار السلع البسيطة للمستهلكين، يعود وتيرة التضخم إلى الارتفاع، ويزيد الضغط على ميزانية الدولة خاصة أن الاستثمار في أدوات الدين لم تعد أولوية بالنسبة للحكومة.
وبالنظر الي أسعار السوق، نجد تضخم ملحوظ بلغ لمستوى قياسي عند 41%؛ يعود لاسباب مختلفة النصيب الأكبر وهو تراجع القيمة الشرائية للعملة؛ بسبب خفض قيمتها مقابل الدولار، صعوبة الاستحواذ على العملة الصعبة؛ لرفع مستوى الاقتصاد، وسد احتياجات البلاد، وبناءً على ذلك أدى إلى نقص مخزون السلع وارتفاع الأسعار.
وبناءً عليه على البنك المركزي المصري ان تقف جنبًا إلى جنب بجوار المواطن بعدم لرفع الفائدة، كحجة في المساعدة في معالجة أزمة التضخم الحالية ، الذي لا يؤول إلى ارتفاع السيولة النقدية في السوق بحل الأزمة، ومما هي عليها أن تقوم بتثبيت الفائدة، وهذا هو السناريو الأقرب للوضع الحالي للاقتصاد المصري.
وعند اللجوء لتثبيت أسعار الفائدة خلال الاجتماع المركزي اليوم، سيعود بفوائد قصوى منها في استمرار استقرار أسعار الذهب عند مستوياتها الحالية، خاصة في ظل عدم حدوث حركة في سعر صرف الدولار في السوق الموازية الذي يستخدم في تسعير الذهب المحلي.
واتخذ البنك التجاري الدولي CIB في هذا الأمر إجراءات منها طرح وديعة دولارية جديدة لمدة سنة بفائدة 6% يُصرف شهرياً، وذكر الحد الأدنى للوديعة بها عند 10 آلاف دولار، وذلك بعد طرح شهادات استثمارية من البنك الأهلي، بنك مصر بأيام قليلة 3 سنوات وبفائدة 7% كل 3 شهر بالدولار وفائدة 9% تراكمي يُصرف مقدما بالجنيه المصري.
ومن المتوقع زيادة الاقبال للأفراد للشهادات الدولارية بالبنوك مما يعود بالنفع على البنوك والمواطن، هذا يدل على حجم الثقة للافراد في الأوضاع الحالية للاقتصاد المصري، في ظل تخمينات أولية بارتفاع الاقبال اكثر مما سبق، بناء عليه تترقب الأسواق الحال بمعرفة حركة الايداعات بالبنوك، سعر صرف الدولار في السوق الموازية خلال الفترة القادمة بعد أن شهدنا تراجع في الطلب واستقرار الصرف منذ تصريح الرئيس المصري بأن سعر الصرف أمن قومي.
توقعات أسعار الذهب العالمية والمحلية
هيمنت أسعار عملية البيع للذهب منذ بداية الأسبوع؛ بسبب توغل قيمة الدولار وهيمنته 1940 دولار للأونصة، قبل أن يصل الحد السفلي لمنطقة الدعم عند 1930 دولار للأونصة هذا الهبوط.
تذبذب تداول الذهب في السوق بلغ عند مستويات حرجة، تمكن من تحطيم المتوسط المتحرك لـ 100 يوم، التداول أسفله ما بين الأسواق بعد أن أغلق تحته يوم أمس، بالإضافة إلى تحطيم مستوى التصحيح 50% للموجة الصاعدة الرئيسية، خط الاتجاه الصاعد للموجة الصاعدة التي بدأت نهاية شهر أكتوبر 2022.
مما عليه لم يُلقي دعم للذهب إلى المستوى 1930 دولار للأونصة، في حالة تحطيم المتوسط مما عليه يفتح الباب إلى منطقة الدعم الرئيسية الأخرى عند 1910 – 1900 دولار للأونصة.
ويترقب السوق نتائج تقرير الوظائف القطاع الخاص الأمريكي غدًا والرؤية ماذا سينتج غدًا؟ هل سيتوقف الدعم المذكورهذا إن جاء في عكس التيار ضد مصلحة الذهب، أم سيستمر في العون والدعم للذهب، مما عليه سيعاود للارتفاع بإعادة اختبار المستوى 1940 دولار للأونصة، ومن بعده الارتفاع إلى المستوى 1950 دولار للأونصة، وفي حالة تحطيمه يفتح الباب لمنطقة المقاومة الرئيسية 1975 – 1980 دولار للأونصة، مستفيدًا بالمؤشرات الفنية وتشبُعها آن ذاك.
وبالنظر لأسعار الذهب محلياً، نجد أن سعر جرام الذهب عيار 21 يستمر في الحركة في نطاق ضيق بين 2150 – 2175 جنيه للجرام وكسر هذه المنطقة لأسفل يفتح الباب لمناطق 2130 – 2120 جنيه للجرام والتي قد يراها البعض مناسبة للشراء.