recent
أخبار ساخنة

طريق الغواية

الصفحة الرئيسية



كتب / هشام القذافى عبدالله


لكل شخص وإن كان قوي ، طريق قد يضعف امامه ، ويسمي طريق الغوايه ، تلك الطريق المختصر لاهتزاز جوارحنا .

رأي ادم في الجنه ان الحيوانات والطيور والاشجار يصيبها الموت ، علم ابو البشر انه سياتي وقت ويموت هو الاخر ، لذلك كان حزين لان قلبه تشبث بخير ونعيم جنات رب العالمين ، ولا يريد ادم سوي الخلود الابدى .


لذلك لم يجد ابليس باب اسرع من العزف علي وتر الغوايه ، وقال ل ادم (هل ادلك علي شجره الخلد ) تلك هي الكلمات التي جعلت ادم يخطئ ، ولم يكن يقصد الخطيئه ولكن ضعف امام غايته. 


اذا قمت بعرض جنيه ذهب وقطعه شوكلاته علي طفل صغير فحتما سيختار الشئ المغري له ، ولن يهتم بقيمه العرض الاخر وهو الاعلي قيمه ، احذر من الغايه لانها في اغلب الاحيان تفقدك شئ اثمن بكثير من اختيارك. 


طلب امير القيساريه التحدث مع شخص مسلم وكانت غايته من ذلك القتل ، ذهب له عمرو ابن العاص متنكر في هيئه رسول ، وليس والي اهداه الامير حمل بعير من الذهب والفضه ، وامر الجنود في الخفاء ان يقتلوا الشخص المسلم عند خروجه من بيت المقدس وارجاع الهدايا .


علم عمرو بذلك وعاد الي الملك مستخدما اسلوب الغوايه ، فقال له ما رايك ان اجيئ اليك بتسع من ابناء عمومتي وتهدينا هذه الهدايا الكبيره ، وتكون بذلك اهديت عشر افراد بدل من واحد فقط ، وافق الملك علي الفور بهذا العرض ظنا منه انه سيقتل عشرا بدل من واحد ، ونجى عمرو من هذا الكمين بذلك الاسلوب الخطر ، يمكن لاي شخص يعرف غايتك ان يتلاعب بك. 


إن ما يعيب الرغبه الملحه للانسان انه قد يتبع اساليب تكون في غايه الخطوره ، واخبث من مكر الشياطين حينها يكون المرء اضعف من الرماد امام الهواء ، فتطاير القيم والمبادئ واحيانا الدين ، كل ذلك من اجل الوصول للرغبه الملحه.

google-playkhamsatmostaqltradent