كتب / فايز فوزى
وسط هدوء الليل والظلام الدامس، فزع أهالى منطقة المساكن الاقتصادية بحلوان بأصوات مشاجرة دامية بين شابين تربطهما علاقة نسب، وذلك بسبب خلافات أسرية، لتنتهى بجريمة قتل أحدهما على يد الآخر.
ليس الأمر بمُغاير على النهاية المُعتادة لدراما «النسايب»، حينما كانت آثار الدماء شاهدة على حدوث جريمة قتل «خالد محمود»، 33 عامًا، وشهرته «أبوطلبة»، على يد نسيبه «محمد م» من، وشهرته «سكر»، واللذين نشبت بينهما مشادة حادة بسبب خلافات أسرية، وسرعان ما تحولت إلى مشاجرة باستخدام «مطاوى»، قام على أثرها الثانى بقتل الأول بطعنة بالقلب ليُنهى حياته.
«فوزية»، خالة المتهم قالت: «المتهم والمجنى عليه ابنا عمومة، وتربطهما علاقة نسب، وقد تكون الزوجة هى السبب الرئيسى فى وقوع الجريمة لأنها وافقت على طلاقها من زوجها لتأخذ معاش والدها، فقررت إعلان انفصالها عنه بالطلاق إلى وقت مؤقت لحين انتهائها من إجراءات الحصول على المعاش، ثم تعود إليه مرة أخرى عن طريق الزواج العرفى فى السر ودون علمنا.
وعاشت معه بورقة زواج عرفى لمدة 7 سنوات، حتى دبت الخلافات بينهما، وتعرضت لاعتداءات لفظية ومضايقات مستمرة بألفاظ خادشة للحياء، لتقرر الانفصال عنه، لكنه طردها من الشقة وأخذ الأولاد منها».
بعيون دامعة لا تكف عن البكاء، وجسد نحيل لا يقوى على الحركة، أضافت «فوزية»: «عندما جاءت الزوجة إلى منزل شقيقها، المتهم (محمد)، كشفت له عن أمرها الذى ظلت تخفيه عنه 7 سنوات، بأنها انفصلت عن زوجها، ثم عادت إليه بالزواج العرفى خوفًا من انقطاع معاش والدها، وطلبت من شقيقها الذهاب إلى زوجها وإحضار أطفالها، حتى لو بالقوة.
وهى تردد: طردنى من الشقة، وأخد منى العيال، وضربنى فى الشارع، وقالى روحى عند أهلك». وتابعت خالة المتهم: «عندما ذهب (محمد) إلى نجل عمه، زوج شقيقته، ليعاتبه على ما فعله، حدثت بينهما مشادة، تطورت إلى شجار، حتى تعدى كل منهما على الآخر، واستطاع أخذ الأطفال وإعادتهم إلى شقيقته، وعلى الجانب الآخر، حرر الزوج محضرًا بإصابته وخطف أولاده فى قسم شرطة حلوان».
وبعد مرور الوقت، حضر «خالد»، المجنى عليه، إلى المنطقة، ولا يريد سوى الانتقام من شقيق زوجته، ودبر سيناريو مُحكمًا للانتقام منه، وظل ينتظر فى الشارع حتى شاهد «محمد» يجلس أمام منزله.
وأقدم بالتعدى عليه بـ«ماسورة حديدية»، وخلالها حاول المتهم أن يستنجد بأحد الأهالى، لكنه لم يجد أمامه إلا «سكينًا»؛ فأمسكها، وأقدم على طعن نجل عمه، ليسقط على الأرض غارقًا فى دمائه، وحاول الأهالى نقله إلى مستشفى حلوان العام، لكنه فارق الحياة.
وتلقت أجهزة الأمن بالقاهرة بلاغًا من قسم شرطة حلوان، يفيد بورود إخطار من أحد المستشفيات، بوصول شخص يُدعى «خالد محمود»، فى العقد الرابع من العمر، مصابًا بطعنة نافذة بالصدر، ووفاته أثناء إسعافه، وبالانتقال تبين العثور على جثة المجنى عليه، وبمناظرتها، تبينت إصابته بطعنة نافذة بالقلب من سلاح أبيض «سكين».
وكشفت التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة شقيق زوجة المجنى عليه بسبب خلافات سابقة، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبط المتهم، وبمواجهته بما أسفرت عنه التحريات اعترف بارتكابه الواقعة، وأرشد عن السلاح المستخدم.