recent
أخبار ساخنة

نمر الإسلام يحارب أسد كسرى


 بقلم: علاء سعودي

قاتل مع المسلمين المحارب المغوار في معركة اليرموك ضد الروم، وكانت بقيادة خالد بن الوليد، ونال مقاتل الأسد شرف المحاربة مع جيش سيف الله المسلول، اختاره خالد بن الوليد لشجاعته وعدوه؛ أي سرعته في الهجوم على الأعداء ليضمه إلى مائة من المقاتلين الشجعان. 

أصيبت عينه اليمنى في معركة اليرموك، لم يتوقف عن المحاربة مع المسلمين ومواصلة الجهاد معهم، بل نجد أنه استمر في صفوف المسلمين يقاتل، وكان له دور كبير في معركة القادسية، حيث كان قائدا لجيش الفتح لمدينة المدائن، عاصمة بلاد فارس وغيرها من المدن .
 

ويعد من التابعين الكبار وكثير من العلماء عدوه في الصحابة باعتبار إدراكه لزمن النبوة، وذكر له الإمام الطبري والإمام ابن كثير قصة عجيبة لهذا الصحابي الشجاع في إحدى المعارك مع الفرس، حيث تجمعت كتائب الفرس بأعداد غفيرة لكسرى ملك الفرس تسمى "بوران" وأخذوا على أنفسهم عهدًا ألا يزول ملك فارس ما عاشوا، وقد أعدوا معهم أسدًا ضخمًا وشرسًا ودربوه على القتال ليمثل رعب للمسلمين؛ لينتصروا عليهم، ويعرف الأسد إذا تمثلت فيه صفة الشراسة والضخامة ومدرب على القتال يقال له: "المقرط".

وكان الفرس قد دربوا هذا الأسد على القتال، ونهش أعدائهم، وأطلقوه على المسلمين في منطقة "سأباط" فدب الرعب في صفوف المسلمين مما رأوه، فلأول مرة يحدث معهم هذا الموقف الصعب العصيب، وفي الوقت نفسه أثبت هذا الصحابي مدى شجاعته، وحينها تقدم بقلب ثابت وواثق من نصر الله وهو يردد قول الله تعالى: {أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ}.

 وتصارع مع الأسد حتى قتلة بعدة طعنات، ولم يكتف بطعنة، ولم يتركه إلا بعد أن قضى عليه، وتعجب الفرس كل العجب، وبث هذا المشهد في قلوبهم الرعب، وكادوا أن يتراجعوا بعد هذا الموقف، حينها كبر المسلمون تكبيرة زلزلت جيش الفرس إلا أنهم ثبتوا في القتال رغم ما أصابهم من الزعر والخوف ثبتوا وحاربوا المسلمين، فتقدم "نمر الإسلام "على رأس جيش المسلمين، وظلوا يقاتلون حتى فنيت كتيبة "بوران" عن آخرها، وكانت أقوى كتائب الفرس، وكانوا يعتقدون أنه لن يستطيع أحد هزيمتهم، وأثبت المسلمون عكس اعتقادهم، ولقنوهم درسا لن ينسوه.

 وبعد انتصار جيش المسلمين على كتيبة بوران، وقتل الأسد أرسل سيدنا سعد بن أبي وقاص ـ رضي الله عنه ـ إلى هذا الصحابي الشجاع، وقبّل رأسه تكريمًا له، فانحني هو الآخر وقبّل قدم سيدنا سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما وهو يقول له : ما لمثلك أن يقبل رأسي.

 

ويخبرنا التاريخ الإسلامي عن هذا الصحابي الجليل، بأنه عرف بالإقدام والسرعة في الهجوم على أعداء الإسلام، ولا يخاف الموت، فإنه سريع الجري كالجمال، وكان صالحًا زاهدًا تقيا ورعا يحب الجهاد ولا يخشى إلا الله، فأسلم يوم الفتح وشارك في كثير من المعارك هذا المغوار المقدام هاشم بن عتبة ابن أبي وقاص.

نال هاشم بن عتبة شرف الاستشهاد بجيش سيدنا علي ابن أبي طالب بمعركة صفين سنة 37هجريا، ومعه الصحابي الجليل عمار بن ياسر، وقد حزن عليهما علي ابن أبي طالب، وبكى حزنا عليهما، وقد تم دفن كليهما في نفس مكان استشهادهما في محافظة الرقة في سوريا.
google-playkhamsatmostaqltradent