كتبت / يارا المصري
تم هذا الأسبوع إحياء الذكرى الخامسة عشرة لانقلاب حماس في قطاع غزة ( 2007). في هذا الانقلاب قسمت حماس القومية الفلسطينية إلى قسمين ، ومنذ ذلك الحين لم يتم تشكيل زعيم لحل الخلاف بين الجانبين.
في الآونة الأخيرة ، أعلن جبريل الرجوب ، أحد كبار مسؤولي فتح والمسؤولين عن المصالحة مع حماس ، أن ثورة الدم هذه لا يمكن نسيانها أو إنكارها.
ونعت فتح حتى الآن مقتل المئات من مقاتليها وأبنائها الذين طردوا من أسطح المباني في غزة وسط هتافات كبار نشطاء حماس الذين يتابعون الأحداث.
وعشية الذكرى الخامسة عشر لانقلاب حركة حماس على الشرعية الوطنية في 14 حزيران 2007، قامت ميليشيات حماس باقتحام قرية ام النصر البدوية شمال محافظات قطاع غزة يوم الخميس الماضي الموافق 9 حزيران الحالي بما يزيد عن ال200 عنصر من أدوات بطشها، مع عشرات السيارات، ومع وصولها لمحيط القرية وبهدف ترهيب المواطنين اطلقت الرصاص الحي عليهم دون اية ضوابط، مما أدى لإصابة ستة من فقراء القرية، إصابة احدهم خطرة، واعتقلت 40 مواطنا، وقامت باقتحام البيوت دون اية معايير أخلاقية او قانونية، وبشكل مناف لقيم الشعب العربي الفلسطيني، ثم امرت جرافاتها بهدم عددٍ من بيوت سكان القرية بذريعة، ان البناء غير شرعي.
مع ان الرئيس الرمز الراحل ياسر عرفات كان سمح لأهالي القرية بالبناء هناك، بهدف تكثيف الإسكان في القرية، ولحماية أراضيها من الاستيلاء عليها من قبل إسرائيل الخارجة على القانون. وكأنها (حماس) ارادات التأكيد على عدم اعترافها بقرارات الشرعية الوطنية لا زمن الرئيس الراحل ياسر عرفات (الذي يدعي يحيى السنوار، رئيس الانقلاب في غزة، انه يجل الشهيد الرمز)، ولا زمن الرئيس الحالي، أبو مازن، وشاءت القول للمواطنين، كل ما سبق الانقلاب من قرارات وقوانين لا قيمة له، ولا نعترف به، ولا يلزمنا من قريب او بعيد بأية مسؤولية تجاه سكان القرية البدوية.
ومن راقب عملية اقتحام قرية ام النصر قبل عدة أيام، استحضر اللحظة الأولى للانقلاب الحمساوي الدموي في محافظات الجنوب، عندما استباحت الميليشيات الحاقدة المؤسسات المدنية والأمنية في كل مدن وقرى ومخيمات المحافظات الجنوبية وبيوت المناضلين ومطاردتهم، واطلاق الرصاص الحي عليهم، واعدامهم او تشويه وجوههم واقتلاع اعينهم، وادامة الإعاقة بأطلاق النار على ركبهم واكتافهم وايديهم، والقاء بعضهم من الأبراج السكنية العالية وهم احياء، وكذا فعلت ومثلت في جثث من قتلتهم في الشوارع والساحات بطريقة لا إنسانية، لا تمت للدين الإسلامي الحنيف بصلة، ولا للقانون الفلسطيني او الاممي بأية روابط، او استحضر اجتياحات واقتحامات جيش العصابات لمحافظات القطاع او جنين او نابلس او الخليل او أي مكان من الأرض الفلسطينية العربية.