بقلم الصحفية : نور محمود الباشا
فلسفة الاستقلال تعني تلك القدرة الإبداعية على البحث عن الأفكار النافعة والمفيدة للفرد والمجتمع، وتشكيل موقف عقلاني محدد عما يحدث.
وتعني فلسفة الاستقلال باختصار أنه لا أحد يستطيع أن يفعل شيء مثل تفكيرك، أو يقوم بأفعالك نيابة عنك، كما يعتمد على قدرة الفرد على تحمل المسؤولية، من أجل التحكم بشكل أفضل في حياته، والوصول إلى تحقيق الوعي والاستقلال لتحقيق الهدف النهائي.
ويعني الاستقلال الفكري بمعناه الحديث الاختلاف، بعيداً عن التبعية والخضوع لفكر يدعو للانشطار والتشظي، ومن ثم الصراع وإقصاء الآخرين ومحاربتهم.
حيث يقوم الاستقلال الفكري على بناء المفاهيم الخاصة بالفرد، والتحرر من التبعية للغير، وأنه ليس هناك من يستوطن ذهنه ويقسره على التسليم ويطالبه بالحفظ الأعمى الأصم.
ولكن عليه أن يأخذ بتلك الثقافة التي ينمو بها ذهنه بالتأمل والتفكير والبحث والنقد البناء والاستقلال من خلال العلم هو فنُّ القوة بجميع معانيها، بحيث يجعلك تستقل في تفكيرك، وتزِداد قوةً وثراءً وخيرًا.
كما يمنح الفرد القدرة على مناقشة الواقع ورفضه عند تعارضه مع الواقع تحاشياً عما يسفر عنه من نتائج سلبية تضر بالواقع الذي يعيش فيه وبيئته ومجتمعه.
ويحقق الاستقلال الفكري للفرد الذي يعتنقه التوازن النفسي عند تعامله مع الواقع من رؤى وأفكار مختلفة بحيث تجعله يختار ما هو مناسب بنفسه بعيداً عن تأثر أو تأثير الآخرين عليه.
والاستقلال الفكري يعتق الفرد أولاً من التبعية والهيمنة والاستلاب، وكذلك الأمم والشعوب لأن السبيل إلى التحرر والتقدم والنهوض لابد أن يبدأ أولا بتحقيقه واقعاً وممارسةً وتطبيقاً.
لماذا يبحث الفرد عن الاستقلالية الفكرية؟
الاستقلالية هي فطرة إنسانيّة منذ خلق هذا الكون، بحيث يصبح الإنسان قادراً على خلق بيئة خاصة به يستطيع التحكم بها، وبمستقبله وحياته والوصول لمرحلة الرضا.
وتعتبر الاستقلالية الفكرية هي التفكير بلا حدود وبلا مخاوف وإطلاق العنان لإبداع الفرد وأفكاره الخلّاقة. ويقول إيما جولدمان: "الخطيئة التي لا تغتفر في المجتمع هي استقلال الفكر".
والمستقل يحتفظ بحريته إذا أعطى رأياً كان بعيداً عن كل تأثير ،ومن كل قيد، وكأن رأيه يمثله ولا يمثل غيره، وهو وحده كفيل بنصره في كل معركة يخوضها من أجل التحرر والتحرير.
ولا يأتي الاستقلال الفكري إلا بعد العزم