كتبت / داليا فوزى .
قال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، إن الرئيس فلاديمير بوتين، هو من أصدر أمرا بسحب قوات الجيش من مقاطعة كييف بأوكرانيا، موضحا أن ذلك يأتي لتهيئة الظروف للمفاوضات كـ(بادرة حسن نية) لاتخاذ قرارات جادة.
وأكد “الكرملين” في بيان إنه جاري العمل على بدء جولة جديدة من المحداثات لكن الطريق ما يزال طويلا لإحراز التقدم المطلوب.
وتقول موسكو إنها مهتمة بموافقة الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، على الشروط المفورضة في المفاوضات التي تجري في تركيا.
بيئة مواتية للحوار
بداية، قال الأكاديمي الروسي، الدكتور رامي القليوبي، إن بيان “الكرملين” لم يأتي بجديد لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الروسية، ومن الطبيعي أن يكون هو من أصدر تلك الأوامر للقوات بالانسحاب من محيط كييف.
وأضاف الأكاديمي المختص خلال مشاركته في برنامج “وراء الحدث” عبر شاشة (الغد) أن الكرملين ربما سارع في هذه التصريحات لإظهار خلق “بيئة مواتية” للمفاوضات بين روسيا وأوكرانيا والتي تحتضنها وترعاها تركيا.
كما أوضح الأكاديمي أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن العملية العسكرية التي أنطلقت في الـ “24” من فبراير الماضي ستركز مستقبلا على حماية المدنيين، لذلك فقد يكون الانسحاب من محيط كييف لإعادة تموضع القوات الروسية.
وأشار إلى أن هناك تحول في “الاستراتيجية” الروسية التي كانت نزع سلاح “النازيون الجدد” على حد قوله وكذلك تحييد سلاح اوكرانيا، وكان هناك رهان في إحداث انشقاقات في النخبة العسكرية الأوكرانية حتى ينقلب جنرالات الجيش على الرئيس الأوكراني زيلينسكي.
وتابع قائلا:” الرئيس فلاديمير بوتين يرى أن الحديث مع الجنرالات في أوكرانيا أفضل من التعامل مع السياسيين، لا سيما وأن موسكو تعتبر هؤلاء السياسيين يتلقون أوامرًا من الولايات المتحدة الأمريكية أو يتبعون سياسات القوميين”.
فشل ذريع
من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية، الدكتور سعيد سلامة، إن تغيير الاستراتيجية الروسية في شمال أوكرانيا ناجمة عن حالة من الإحباط و “الفشل الذريع” الذي لاحق العملية العسكرية الروسية حيث لم تستطع روسيا احتلال أي مدينة كبيرة، فضلا عن الخسائر الكبيرة.
وأضاف الباحث أن روسيا أعادت سحب القوات لتأهيليها وإعادة نقلها إلى مناطق في شرق أوكرانيا من أجل إعطاء زخم جديد للعملية العسكرية الروسية.
وأكد أن القوات الروسية خسرت الكثير من عتادها مؤخرا ولم تعد قادرة على القيام بأي عمليات عسكرية، لذا فيتم الآن إعادة توزيعها من أجل الحصول على مكاسب أكبر، ومع ذلك هذا لا يعني صرف النظر عن احتلال (العاصمة كييف) وتغيير النظام السياسي هناك.
وشنت روسيا هجوما واسع النطاق على جارتها أوكرانيا، في الـ “24” من فبراير الماضي بعد إعلان الأخيرة نيتها الانضمام لحلف شمال الأطلسي “ناتو” وهو ما تراه موسكو يمثل خطرًا على أمنها القومي بسبب تزايد الأنشطة العسكرية للغرب قرب حدودها.
وفور الغزو الروسي، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عقوبات اقتصادية قاسية وعنيفة على روسيا في محاولة لعزلها عن العالم.