كتب / محمد حمدي
تعتبر معركة " مرج راهط " هي إحدي المعارك الشهيرة التي أندلعت بين المسلمين بعضهم البعض في فترة الفتنة الثانية ؛ حيث أندلعت هذه المعركة في شهر ذي القعدة عام 64هـ الموافق شهر يونيو عام 684هـ في منطقة " مرج راهط " القريبة من مدينة " دمشق " .
أما عن أطراف النزاع في هذه المعركة فكانت بين كل من اليمانيون ، وبني كلب ، وقبيلتي كندة ، والغساسنة بدعم من الخليفة الأموي " مروان بن الحكم " من جهة ، وبين بني عبد القيس بدعم من " عبد الله بن الزبير " الذي كان يطالب بالخلافة من بني أمية من جهة أخري.
وإذا تحدثنا عن الخلفية التاريخية ، والسبب وراء قيام تلك المعركة فسنجد أن السبب في ذلك هو مبايعة بني أمية " لمروان بن الحكم " خليفة للدولة الإسلامية وهذا معناة من وجهة نظر أعداء البيت الأموي وعلي رأسهم القيسيين وزعيمهم " الضحاك بن قيس " خروج الأمر من يد " عبد الله بن الزبير " مما دفع بالضحاك بن قيس لمغادرة دمشق متوجهاً لمرج راهط ؛ حيث عسكر بقواتة في الشرق منها ، وأنضم إلية " النعمان بن بشير " والي " حمص " ، و " زفر بن الحارث " أمير " قنسرين " وعلي ما يبدو أن الحرب كانت هي السبيل الوحيد لفض هذا النزاع ، وكان علي الخليفة " مروان بن الحكم " القضاء علي هذا التمرد لكي يثبت جدارته علي قيادة البيت الأموي ، والحفاظ علي الخلافة الأموية من السقوط المبكر .
وعلي أي حال تحرك الجيش الأموي بقيادة الخليفة " مروان بن الحكم " ودخل دمشق ونجح في طرد عامل " الضحاك بن قيس " منها وبعدها توجه لمرج راهط لقتال بني عبد القيس ، ولما التقي الجمعان درات مفاوضات أستمرت لمدة عشرين يوماً من أجل تسوية الموقف دون قتال وحقناً للدماء ، ولكن المفاوضات وصلت لطرق مسدود عندما وصلت لمسامع القيسيين أنباء إستيلاء الجيش الأموي علي دمشق ، وطرد عامل الضحاك بن قيس منها .
وأخيراً لم يكن هناك حلاً بين الطرفين سوي القتال فاندلعت المعركة التي كان من أهم نتائجها ما يلي :
1- تدمير قوة القيسيين وهزيمتهم هزيمة نكراء علي يد الجيش الأموي ومن معه من جموع اليمنيين .
2- مقتل " الضحاك بن قيس " ومعه عدداً كبير من أشراف عبد القيس من أهل الشام .
3- هروب " زفر بن الحارث " أمير " قنسرين " إلي " قرقسياء " ، ولكن الجيش الأموي لحق به هناك وهزمة وأجبرة علي الفرار للعراق .
4- عودة " النعمان بن بشير " إلي مقر حكمة في " حمص " ولكن أهلها ثاروا عليه وقتلوة .
5- و من أهم نتائج المعركة التي أجمع عليها الكتاب ، والمؤرخين هو أن الأمر قد أستتب للخليفة " مروان بن الحكم " بشكل كبير في كل من " فلسطين ، وبلاد الشام " ، بل وأنقذ دولة بني أمية من السقوط وخاصاً أنها كانت في طور البناء والتنمية .