كتب / محمد حمدي
سوف نتحدث اليوم عن شخصية من أهم وأشهر الشخصيات في التاريخ الإسلامي ألا وهو " عبد الرحمن الداخل " الملقب " بصقر قريش " فمن يكون " عبد الرحمن الداخل " هذا ما سنعرفه من خلال هذه السطور :
هو " عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان بن الحكم " الملقب بصقر قريش ، ولد عام ( 113هـ / 731م ) في حاضرة الخلافة الأموية " دمشق " وقد كان " عبد الرحمن " من أمراء بني أمية الذين كانوا مرشحين للخلافة الأموية في دمشق ، جدة هو عاشر خلفاء بني أمية الخليفة " هشام بن عبد الملك " .
وكان " عبد الرحمن الداخل " قد هرب من المجزرة التي دبرها العباسيين عند قيام دولتهم للأمويين ؛ حيث فر إلي بلاد الأندلس ، وقد كان دخوله أرض الأندلس إيذاناً ببدء حقبة جديدة من التاريخ الإسلامي ألا وهي " الدولة الأموية الثانية " ومن هنا جاء تسميتة في الكثير من المصادر العربية " بالداخل " ، وكانت فترة حكم " عبد الرحمن الداخل " للأندلس قد أستمرت لمدة 33 عام .
وبعد أن أستقرت الأوضاع لعبد الرحمن الداخل في الأندلس وقضي علي كل الثورات ، والإضطرابات التي أندلعت ضد الأمويين في الأندلس قام بالإهتمام بالعديد من الجوانب لعل من أهمها علي سبيل المثال وليس الحصرالجانب العسكري ؛ حيث قام بتأسيس جيشاً قوي علي غرار الجيش الذي كان الأمويين يمتلكونه في دولتهم الأولي في المشرق ؛ حيث تذكر بعض المصادر أن تعداد الجيش الأموي قد وصل في عهد عبد الرحمن الداخل إلي مائة ألف من الفرسان ذلك إلي جانب المشاة إلي جانب ذلك شيد الكثير من مصانع السيوف ، والمنجنيق ولعل من أهم هذه المصانع مصنع طليطلة ، وبرديل ، كما أقام ترسانة لصنع السفن العسكرية في كل من ألميرية ، وبرشلونة ، وإشبيلية .
وعلي الجانب الثقافي والعلمي أهتم عبد الرحمن الداخل بنشر العلم ، والإهتمام بالعلماء ، والمفكريين ، والفقهاء كما أهتم بتطبيق الشريعة الإسلامية فكان دائماً ما يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر كما أهتم بتشيد المكتبات ، والمدارس ، وأهتم بمجالس العلماء إلي جانب تشيد المساجد زمن أشهر المساجد التي شيدها الداخل مسجد قرطبة الكبير .
وقد توفي " عبد الرحمن الداخل " في 24 من شهر ربيع الأخر عام 172هـ / 788م عن عمر ناهز 59 عام بعد أن ترك من الأولاد أحد عشرة ولداً أكبرهم سليمان ، ومن البنات تسعة ، وقد دفن عبد الرحمن الداخل في قصرة بمدينة قرطبة بعد أن صلي علية ولدة " عبد الله " ، وقد خلفة في الحكم أبنه هشام الملقب " بهشام الرضا " علي الرغم من أن سليمان كان الأكبر منه سناً .