recent
أخبار ساخنة

اللون الأحمر و "العين الشريرة" معتقدات حضارية

الصفحة الرئيسية






كتبت/ شروق السيد



لقد احتلت العين الشريرة مكانة كبيرة في معتقدات العديد من دول الشرق الأوسط ومصر المعاصرة ، ولكن الغريب حقا أن هذه المعتقدات عُرفت في مصر القديمة ، ومن خلال التتبع التاريخي يبدو لنا أن هذه المعتقدات قد طبقت في البداية علي عين "أبوفيس" الشريرة ولكن هذا لا يعني أن هذه المعتقدات ليست اكثر قدما.
كما يبدو أن اللون الأحمر كان يعتبر لونا مشئوما ، وفي بعض الروايات يلاحظ أن بعض أجزاء النص مكتوبة باللون الأحمر ، وأن بعض العلامات قد رسمت باللون الأسود مثل العلامة الدالة علي الثعبان والتمساح والعين ، وهذه الروايات توجد في مخطوطات ترجع إلي الأسرة التاسعة عشرة.
ومن المعتقد أن الكتبة لم يرسموا الثعبان والتمساح باللون الأحمر حتي لا يجعلوا منهما علامات منذرة بالشؤم الذي يخشي حدوثه من نموذجيهما الحيين وأيضا لعدم استفزازهما وأثارتهما ، ومن هنا يظهر الاهتمام تجاه القارىء مما يعطينا صورة عن مدي الافراط في الدقة.

ولكن ايضا لا نغفل أنهم لم يمتنعوا عن استعمال اللون الأحمر إلا في بداية المخطوطة ، ومن هنا ربما تكون القاعدة اذن غير صحيحة أو أن هذا الاعتقاد الذي كانت تجسده ليس بواسع الانتشار أو عميق الجذور.

وبتطبيقها علي العين تعني أن الحبر الأحمر لم يستعمل حتي لا يتعرض القارىء للتحديق في العين الشريرة وهذا الخوف يؤكده أحد الابتهالات الموجهة إلي تحوت " تحوت سوف تقوم بحمايتي ، وهكذا فلن أخشي العين " ، واستعمل اللون الأحمر ايضا من أجل ابعاد المخلوقات الشؤم ، ولهذا صنعت بعض التمائم من الحجر الأحمر مثل اليشب ، أما اطارات الأبواب بدير المدينة فقد طليت باللون الأحمر من أجل حماية سكان البيت.

كذلك من الصعب التأكيد أن المصريين لم يكونوا يشعرون بمشاعر الكراهية نحو الأشخاص القليلين ذوي الشعر الأحمر ، بعتباره لونا مشئوما ، بل وخلال عصر الانتقال الثالث والعصر المتأخر كان الأشخاص ذوو الشعر الأحمر يقتلون أمام مقبرة "اوزيريس".
google-playkhamsatmostaqltradent